الشعور بألم في الخصيتين أو في منطقة كيس الصفن بعد الجماع أو حتى بعد الاستمناء هو تجربة شائعة قد يمر بها الكثير من الرجال. بينما يكون هذا الألم مؤقتاً وغير خطير في معظم الأحيان، إلا أنه في حالات أخرى قد يكون علامة على مشكلة صحية تحتاج إلى عناية طبية. هذا المقال سيأخذك في جولة شاملة لفهم أسباب هذا الألم وطرق التعامل معه.
الأسباب الرئيسية لألم الخصية بعد الجماع
هناك عدة أسباب محتملة وراء هذا الألم، تتراوح بين البسيطة والخطيرة:
1. احتقان الحوض (أكثر سبب شائع)
- الوصف: أثناء الإثارة الجنسية، يزداد تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية بما في ذلك الخصيتين، استعداداً للقذف. إذا حصل إثارة دون وصول إلى هزة الجماع أو القذف، يبقى الدم محصوراً في المنطقة مسبباً احتقاناً وألماً يشبه الألم الخفيف إلى المتوسط.
- الطبيعة: الألم مؤقت ويختفي عادةً من تلقاء نفسه بعد ساعات قليلة.
2. انقباضات عضلية
- الوصف: أثناء هزة الجماع، تنقبض العضلات في منطقة الحوض والخصيتين بشدة. في بعض الأحيان، يمكن أن تكون هذه الانقباضات قوية أو تشنجية بما يكفي للتسبب في ألم يشبه “شد عضلي” في الخصيتين بعد الانتهاء.
3. الالتهابات (سبب يحتاج للعلاج)
- التهاب البربخ (Epididymitis): التهاب الأنبوب الملتف خلف الخصية. يمكن أن يزداد الألم الناتج عنه أثناء القذف أو بعده مباشرة.
- التهاب البروستاتا (Prostatitis): التهاب غدة البروستاتا يمكن أن يسبب ألماً يشع إلى الخصيتين، ويزداد هذا الألم غالباً مع القذف.
- عدوى المسالك البولية (UTI): قد تسبب ألماً عاماً في المنطقة التناسلية.
4. دوالي الخصية (Varicocele)
- الوصف: هي تضخم الأوردة داخل كيس الصفن. أثناء الإثارة الجنسية وزيادة تدفق الدم، قد تسبب هذه الأوردة المتضخمة شعوراً بالألم أو الثقل الذي يلاحظ بعد الجماع.
5. الفتق الإربي (Inguinal Hernia)
- الوصف: إذا كان هناك فتق في الأربية، فإن الضغط أو الجهد أثناء الجماع يمكن أن يدفع جزءاً من الأمعاء نحو كيس الصفن، مسبباً ألماً أو انزعاجاً بعد الانتهاء.
6. القذف الرجوعي (Retrograde Ejaculation)
- الوصف: حالة نادرة حيث يتم قذف السائل المنوي إلى المثانة بدلاً من خروجه من القضيب. قد يرافق هذه الحالة ألم أو انزعاج.
7. أسباب نفسية
- الوصف: في بعض الحالات، يمكن أن يتسبب التوتر أو القلق أو الشعور بالذنب المتعلق بالجنس في توتر عضلي أو زيادة في حساسية الألم، مما يجعلك تدرك ألماً طفيفاً بشكل مبالغ فيه.
متى يجب زيارة الطبيب فوراً؟ (علامات الخطر)
راجع الطبيب إذا صاحب الألم أي من الأعراض التالية:
- ألم شديد ومفاجئ لا يحتمل.
- تورم أو انتفاخ كبير وسريع في إحدى الخصيتين.
- وجود كتلة صلبة جديدة في الخصية.
- ألم مصحوب بحمى، قشعريرة، أو إفرازات من القضيب.
- إذا استمر الألم لأكثر من 24 ساعة دون تحسن ملحوظ.
- ألم أثناء التبول أو ظهور دم في البول.
كيف يمكنني تخفيف الألم فوراً؟ (العلاج المنزلي)
إذا كان الألم بسيطاً ومعتاداً لديك، جرب هذه الطرق:
- الراحة: استلقِ وخذ قسطاً من الراحة.
- كمادات دافئة: ضع كمادة دافئة على منطقة كيس الصفن لتخفيف الاحتقان والانقباضات العضلية.
- الاستحمام بالماء الدافئ: يساعد على استرخاء العضلات وتخفيف الألم.
- مسكنات الألم: يمكن تناول مسكنات مثل الإيبوبروفين (Ibuprofen) بعد استشارة الصيدلي إذا لم يكن لديك موانع استعمال.
الوقاية خير من العلاج
لتجنب هذه المشكلة:
- تجنب الاحتقان: حاول أن تصل إلى هزة الجماع والقذف بعد الإثارة لتجنب تراكم الدم.
- ممارسة تمارين قاع الحوض (Kegels): تقوية عضلات قاع الحوض يمكن أن تحسن السيطرة على القذف وتقلل من التشنجات.
- ارتداء ملابس داخلية داعمة: أثناء ممارسة الرياضة أو النشاط البدني.
- الفحص الذاتي الدوري للخصيتين: للتعرف على طبيعتها واكتشاف أي تغييرات مبكراً.
الخلاصة
ألم الخصية بعد الجماع في معظمه يكون حميداً ويزول من تلقاء نفسه. لكن إذا كان الألم شديداً، متكرراً، أو مصحوباً بأي من أعراض الخطر، فلا تتردد في استشارة طبيب مسالك بولية. التشخيص الدقيق هو الطريق الوحيد لعلاج السبب الجذري وضمان صحتك الجنسية والإنجابية.