تضخم البروستاتا (تضخم البروستات الحميد – BPH): شرح مفصل
مقدمة
تضخم البروستاتا الحميد (Benign Prostatic Hyperplasia – BPH) هو حالة طبية شائعة لدى الرجال مع التقدم في العمر، حيث تتضخم غدة البروستاتا بشكل غير سرطاني، مما قد يؤدي إلى مشاكل في التبول بسبب الضغط على الإحليل (مجرى البول).
ما هي البروستاتا؟
البروستاتا هي غدة صغيرة بحجم حبة الجوز تقع أسفل المثانة وتحيط بالإحليل عند الرجال. وظيفتها الرئيسية هي إفراز السائل المنوي الذي يحمي ويساعد على حركة الحيوانات المنوية.
أسباب تضخم البروستاتا الحميد
السبب الدقيق غير معروف، لكن العوامل التالية تلعب دورًا:
- التغيرات الهرمونية:
- زيادة هرمون الديهدروتستوستيرون (DHT)، المشتق من التستوستيرون، يحفز نمو خلايا البروستاتا.
- انخفاض هرمون التستوستيرون مع التقدم في العمر وزيادة هرمون الاستروجين قد يساهم في النمو.
- العمر:
- نادرًا ما يحدث قبل الـ 40 سنة، لكنه يصيب حوالي:
- 50% من الرجال في الخمسينيات.
- 90% من الرجال في الثمانينيات.
- العوامل الوراثية: التاريخ العائلي يزيد من الاحتمالية.
- السمنة وأمراض التمثيل الغذائي: قد تزيد من خطر التضخم.
أعراض تضخم البروستاتا الحميد
تختلف الأعراض من شخص لآخر، وتشمل:
أعراض انسدادية (بسبب ضغط البروستاتا على الإحليل)
- صعوبة بدء التبول (تأخر في خروج البول).
- ضعف تدفق البول (يكون متقطعًا أو ضعيفًا).
- عدم تفريغ المثانة بالكامل (الشعور بالحاجة للتبول بعد الانتهاء).
- التبول المتكرر، خاصة ليلًا (التبول الليلي – Nocturia).
أعراض تهيجية (بسبب تأثير البروستاتا على المثانة)
- الحاجة المفاجئة للتبول (إلحاح بولي).
- سلس البول الإلحاحي (عدم القدرة على التحكم عند الرغبة في التبول).
مضاعفات محتملة إذا تُركت دون علاج
- احتباس البول الحاد (عدم القدرة على التبول مطلقًا – حالة طارئة).
- التهابات المسالك البولية المتكررة.
- حصوات المثانة.
- تلف الكلى بسبب ارتجاع البول.
تشخيص تضخم البروستاتا
- التاريخ الطبي والفحص السريري:
- يسأل الطبيب عن الأعراض ويجري فحص المستقيم الرقمي (DRE) لتقييم حجم البروستاتا.
- فحوصات الدم:
- PSA (مستضد البروستاتا النوعي): لاستبعاد سرطان البروستاتا (قد يكون مرتفعًا في BPH أيضًا).
- فحوصات البول:
- تحليل البول لاستبعاد العدوى أو الدم في البول.
- اختبارات التدفق البولي:
- قياس سرعة تدفق البول (Uroflowmetry).
- الموجات فوق الصوتية:
- لقياس حجم البروستاتا وكمية البول المتبقي بعد التبول (Post-void residual urine).
علاج تضخم البروستاتا الحميد
يعتمد العلاج على شدة الأعراض، وقد يشمل:
1. العلاج التحفظي (لحالات خفيفة)
- تعديلات في نمط الحياة:
- تقليل شرب السوائل قبل النوم.
- تجنب الكافيين والكحول (يسببان تهيج المثانة).
- تفريغ المثانة تمامًا عند التبول.
2. العلاج الدوائي
- حاصرات ألفا (مثل تامسولوسين – Tamsulosin):
- تُرخي عضلات البروستاتا وعنق المثانة لتحسين التدفق البولي.
- مثبطات 5-ألفا ريدكتاز (مثل فيناسترايد – Finasteride):
- تقلل حجم البروستاتا عن طريق تثبيط هرمون DHT (تأثيرها يظهر بعد عدة أشهر).
- مضادات الكولين (إذا كانت الأعراض تهيجية).
3. العلاج الجراحي (لحالات متوسطة إلى شديدة)
- استئصال البروستاتا عبر الإحليل (TURP):
- الإجراء الذهبي، حيث يتم إزالة الأجزاء الداخلية من البروستاتا عبر الإحليل.
- الاستئصال بالليزر (Holmium Laser – HoLEP):
- بديل أقل توغلًا مع تعافي أسرع.
- جراحة البروستاتا المفتوحة (لحالات التضخم الشديد).
- العلاج بالتبخير (Rezum) أو القسطرة البالونية.
4. علاجات حديثة
- العلاج بالموجات فوق الصوتية المركزة (HIFU).
- العلاج بالحقن (مثل PRX302).
الفرق بين تضخم البروستاتا الحميد وسرطان البروستاتا
المعيار | تضخم البروستاتا الحميد (BPH) | سرطان البروستاتا |
---|---|---|
الطبيعة | تضخم غير سرطاني | نمو خبيث للخلايا |
الأعراض | مشاكل تبول (ضعف تدفق، تكرار التبول) | قد لا تظهر أعراض مبكرة، أو أعراض مشابهة لـ BPH |
PSA | قد يكون مرتفعًا بشكل معتدل | غالبًا مرتفع جدًا |
العلاج | أدوية أو جراحة | جراحة، إشعاع، علاج هرموني |
الوقاية من تفاقم الأعراض
- تجنب الإمساك (يزيد الضغط على المثانة).
- ممارسة الرياضة (تحسن الصحة العامة للبروستاتا).
- تناول غذاء صحي (الخضروات، الطماطم، الأوميغا 3).
متى يجب زيارة الطبيب؟
- إذا كانت الأعراض تؤثر على جودة الحياة.
- عند ظهور دم في البول أو ألم شديد.
- في حالة عدم القدرة على التبول (احتباس بولي).
الخلاصة
تضخم البروستاتا الحميد (BPH) حالة شائعة مع التقدم في العمر، وتسبب أعراضًا بولية مزعجة. التشخيص المبكر والعلاج المناسب (دون إفراط في العلاج) يساعدان في تجنب المضاعفات. إذا كنت تعاني من أعراض، فاستشر طبيب المسالك البولية لتقييم حالتك بدقة.