فرط الحركة عند الأطفال (ADHD): شرح مفصل

1. ما هو فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)؟

فرط الحركة ونقص الانتباه (Attention Deficit Hyperactivity Disorder – ADHD) هو اضطراب عصبي تطوري شائع عند الأطفال، يؤثر على قدرتهم على التركيز، التحكم في الانفعالات، وضبط مستوى النشاط الحركي.

الأنواع الرئيسية لـ ADHD:

1. النوع المشترك (الأكثر شيوعًا):

• يجمع بين أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه.

1. نوع نقص الانتباه (ADD):

• صعوبة في التركيز دون فرط حركة واضح.

1. نوع فرط الحركة والاندفاعية:

• حركة زائدة وتصرفات متهورة دون مشاكل كبيرة في التركيز.

2. أعراض فرط الحركة عند الأطفال

أعراض نقص الانتباه:

• صعوبة التركيز في المهام أو اللعب.
• ينسى التعليمات بسرعة.
• يتجنب المهام التي تحتاج جهدًا ذهنيًا (مثل الواجبات المدرسية).
• يفقد الأشياء (أقلام، كتب، ألعاب).
• يسهل تشتيت انتباهه بأي صوت أو حركة حوله.

أعراض فرط الحركة والاندفاعية:

• لا يستطيع الجلوس بهدوء، دائم التململ.
• يجري أو يتسلق في أوقات غير مناسبة.
• يتحدث كثيرًا، ويقاطع الآخرين.
• يصعب عليه انتظار دوره (في اللعب أو المحادثات).
• يتصرف دون تفكير (مثل العبور المفاجئ للشارع).

3. أسباب فرط الحركة عند الأطفال

السبب الدقيق غير معروف، لكن العوامل التالية قد تلعب دورًا:

• عوامل جينية: (إصابة أحد الوالدين أو الأقارب بـ ADHD يزيد الاحتمال).
• اختلال في كيمياء الدماغ: (نقص الدوبامين والنورأدرينالين).
• عوامل بيئية: (التعرض للرصاص، التدخين أثناء الحمل، الولادة المبكرة).
• إصابات الدماغ: (مثل نقص الأكسجين عند الولادة).

4. التشخيص

لا يوجد فحص مخبري واحد لتشخيص ADHD، بل يعتمد على:

1. ملاحظة الأعراض لمدة 6 أشهر على الأقل في أكثر من مكان (مثل المدرسة والمنزل).
2. استبيانات يملأها الوالدان والمعلمون.
3. تقييم نفسي لاستبعاد اضطرابات أخرى (مثل القلق، التوحد، صعوبات التعلم).

ملاحظة: الأعراض يجب أن تظهر قبل سن 12 سنة وتؤثر سلبًا على الحياة اليومية.

5. طرق العلاج

أ. العلاج الدوائي (في الحالات المتوسطة إلى الشديدة)

• منشطات (Stimulants): مثل ريتالين (Ritalin) أو أديرال (Adderall) – تحسن التركيز وتقلل الحركة الزائدة.
• غير المنشطات: مثل أتوموكسيتين (Strattera) – خيار عند وجود آثار جانبية للمنشطات.

ب. العلاج السلوكي والنفسي

• العلاج السلوكي (Behavioral Therapy): تعليم الطفل مهارات التنظيم والتحكم في الانفعالات.
• تدريب الوالدين: لتعلم أساليب التعامل مع سلوكيات الطفل.
• التدخل المدرسي: مثل تعديل البيئة الصفية (جلوس الطفل في الصف الأمامي، تقسيم المهام).

ج. تغييرات في نمط الحياة

• نظام غذائي صحي: تقليل السكريات والألوان الصناعية، زيادة الأوميغا-3 (مثل السمك).
• التمارين الرياضية: تساعد في تفريغ الطاقة وتحسين التركيز.
• تنظيم النوم: قلة النوم تزيد الأعراض سوءًا.

6. نصائح للوالدين في التعامل مع الطفل مفرط الحركة

✅ ضع روتينًا يوميًا واضحًا (مواعيد ثابتة للنوم، الطعام، الواجبات).
✅ قسّم المهام الكبيرة إلى خطوات صغيرة (بدلًا من “رتب غرفتك”، قل: “ضع الكتب على الرف أولًا”).
✅ استخدم التعزيز الإيجابي (المكافآت الصغيرة عند إتمام المهام).
✅ قلل المشتتات (أطفئ التلفزيون أثناء الدراسة، اجعل مكان الواجبات هادئًا).
✅ تجنب العقاب القاسي، وركز على التوجيه الإيجابي.

7. هل يمكن الشفاء من فرط الحركة؟

ADHD لا “يُشفى” تمامًا، لكن 50% من الأطفال تتحسن أعراضهم مع تقدم العمر، خاصة مع:

• العلاج المبكر.
• الدعم الأسري والمدرسي.
• تعلم مهارات التأقلم.

معلومة إضافية: كثير من المشاهير الناجحين (مثل مايكل فيلبس، ريتشارد برانسون) كانوا مصابين بفرط الحركة واستطاعوا تحقيق النجاح!

الخلاصة

فرط الحركة ليس مجرد “شقاوة طبيعية”، بل اضطراب يحتاج إلى فهم، صبر، ودعم. بالتشخيص الصحيح والعلاج المناسب، يمكن للطفل أن يعيش حياة طبيعية وناجحة. 🚀

إذا لاحظت الأعراض على طفلك، استشر طبيب أطفال أو أخصائي نفسي للتقييم الدقيق.