1. ما هو التوحد؟
التوحد (Autism Spectrum Disorder – ASD) هو اضطراب عصبي وتطوري يظهر عادةً في مرحلة الطفولة المبكرة، ويؤثر على:
- التواصل الاجتماعي: صعوبة في التفاعل مع الآخرين وفهم المشاعر.
- السلوكيات: أنماط سلوكية متكررة واهتمامات محدودة.
- الحواس: حساسية مفرطة أو منخفضة للمؤثرات الحسية (مثل الأصوات العالية أو الأضواء).
يُعتبر التوحد “طيفًا” لأن الأعراض تختلف في شدتها من طفل لآخر.
2. أسباب التوحد
لا يوجد سبب واحد معروف، لكن العوامل التالية قد تلعب دورًا:
- الجينات: وجود تاريخ عائلي للتوحد يزيد الاحتمال.
- عوامل بيئية: مثل تعرض الجنين لبعض المواد الكيميائية أو العدوى أثناء الحمل.
- اختلافات في نمو الدماغ: بعض المناطق قد تنمو بسرعة أو بطء غير طبيعي.
ملاحظة: اللقاحات لا تسبب التوحد، وهذه المعلومة خاطئة علميًا.
3. أعراض التوحد المبكرة (قبل 3 سنوات)
أ. التواصل الاجتماعي:
- عدم الاستجابة عند مناداة اسمه.
- تجنب التواصل البصري.
- تأخر في الكلام أو عدم استخدام اللغة بشكل طبيعي (مثل تكرار الكلمات دون فهمها).
- صعوبة في فهم تعابير الوجه أو نبرات الصوت.
ب. السلوكيات النمطية:
- حركات متكررة (هز الجسم، رفرفة اليدين).
- التعلق الشديد بروتين معين (مثل أخذ نفس الطريق يوميًا).
- اهتمام مكثف بموضوعات محددة (مثل الأرقام أو القطارات).
ج. الحساسية الحسية:
- انزعاج شديد من بعض الأصوات أو الروائح.
- عدم الإحساس بالألم أو البرودة بشكل طبيعي.
4. التشخيص
لا يوجد فحص طبي واحد للتوحد، لكن التشخيص يعتمد على:
- الملاحظة: من قبل الأهل والمختصين (أطباء أطفال، أخصائيي نفسية).
- مقاييس التقييم: مثل (ADOS) أو (CARS).
- تشخيص متعدد التخصصات: فريق من الأطباء والمعالجين.
السن المثالي للكشف: بين 18 شهرًا و3 سنوات، لكن بعض الحالات تُشخص لاحقًا.
5. علاج التوحد
لا يوجد علاج شافٍ للتوحد، لكن التدخل المبكر يحسّن جودة الحياة، ويشمل:
أ. العلاجات السلوكية والتعليمية:
- تحليل السلوك التطبيقي (ABA): لتعليم المهارات الاجتماعية وتقليل السلوكيات غير المرغوبة.
- علاج النطق واللغة: لتحسين التواصل.
- العلاج الوظيفي: لتنمية المهارات الحركية والحسية.
ب. الدعم الأسري:
- تعليم الأهل طرق التعامل مع الطفل.
- توفير بيئة منظمة وقليلة التحفيز الحسي.
ج. الأدوية:
لا تعالج التوحد لكنها تساعد في الأعراض المصاحبة مثل:
- فرط الحركة (مثل الريتالين).
- القلق أو الاكتئاب (باستشارة طبيب نفسي).
6. نصائح لأهل الأطفال التوحديين
- تقبّل الطفل كما هو واعمل على تطوير مهاراته.
- تواصل مع مجموعات دعم لأهالي أطفال التوحد.
- ابتعد عن العلاجات غير المثبتة علميًا (مثل الحميات القاسية أو الأدوية غير المرخصة).
- تعاون مع المدرسة لضمان دمج الطفل تعليميًا.
7. الخلاصة
التوحد ليس مرضًا بل اختلاف في طريقة معالجة الدماغ للمعلومات. مع الدعم المناسب، يمكن للأطفال التوحديين:
- تطوير مهاراتهم.
- العيش بشكل مستقل (في بعض الحالات).
- تحقيق إنجازات في مجالات تتناسب مع اهتماماتهم (مثل الفنون أو البرمجة).
إذا لاحظت أي أعراض على طفلك، استشر طبيب الأطفال أو أخصائي النمو مبكرًا للبدء في التدخل المناسب.